القائمة الرئيسية

الصفحات


كتبت/اسراء عيد

البعض قال المرأة نصف المجتمع ، و البعض قال هي المجتمع بأكمله، و انتشرت العديد من المفاهيم و الحركات التي طالبت بالمساواة بين الجنسين و كان من أشهرها مصطلح النسوية (feminism) الذي ظهر في ستينات القرن الماضي ، فهي حركة تهدف لتطبيق المساواة بين الرجل والمرأة ، وتأخذ موقف أن المجتمعات تعطي الأولوية للذكور
 .
 و إننا لا ننكر فضل مثل هذه الحركات في رفع الكثير من الأذى التي تتعرض له النساء و مساندتها و لكننا قبل أن نطالب بالمساواة يجب أن نفهم ما هي ، عندما نطالب يجب أن نطالب بالعدل و ليس المساواة و يجب أن نضع في عين الاعتبار الاختلاف بينهم ، من الظلم أن نساوي المرأة بالرجل لأن الفروق واضحة سواء في الخلقة أو التكوين أو الطبيعية و مقدار التحمل ، و رفع شعار المساواة يضع المرأة في ظلم لان ذلك سيحملها فوق طاقتها أعباء إضافية مما يتخالف مع طبيعتها التي خلقت عليها .

فلكل جنس خصائصه التي خلق بها و مهامه التي يستطيع القيام بها ، تختلف المرأة أيضاً في القوام ، و البنيان، و المظهر ، و النمو ، و الميول ، و محاولة المساواة بين الجنسين هي مناقصة لطبيعة كليهما ، لقد خلق الله الجنس البشري من نوعين أحدهم يكمل الأخر ولا يستطيع العيش بدونه ، كلاهما يؤدي الوظيفة التي خلق من أجلها
 .
 آدم لا يستطيع العيش بدون حواء ، و حواء لا تستطيع أن تكمل بدون آدم هذا لا يعني أن نجعل المرأة مهمشه في المجتمع بالعكس فيجب أن تتمتع بكامل حقوقها المدنية و السياسية و الاجتماعية تماماً مثل الرجل ، و لكننا أيضاً لا نستطيع أن نطالبها بالقيام بأعمال الرجل حتي وإن كانت تستطيع ، فهي لها فطرتها التي خلقت عليها ،هي دائماً الأمان و الحنان لجميع أفراد الأسرة .
 فإن تصورنا خروجها للعمل منذ الصباح حتي المساء من سيعتني بالمنزل ، هل سنطالبها بفعل ذلك أيضاً؟ ، ام سيكون هذا من مهام الرجل ؟ ، حتي وإن كانت غير متزوجة يجب ان تعمل بالشكل الذي يتناسب مع فطرتها التي خلقت عليها.

 لقد أعطي الإسلام للمرأة حقوقها الكاملة مثلها مثل الرجل ، فقد أعطاها كيانها الخاص و حريتها ، فخرجت المرأة إلي ساحات القتال بين الرجال و كانت تداوي الجرحى و من أشهرهم ( الربيع بنت معوذ) ، (حمنة بنت جحش) ، ( أم أيمن) ، ( أم سليم) رضي الله عنهم جميعاً ، و نري السيدة خديجة رضي الله عنها و عملها بالتجارة ، و ذات النطاقين ( أسماء بنت أبي بكر) رضي الله عنها 
و لكننا نري الأن دعوات المساواة بين الجنسين في الميراث مثل تونس التي اقرت المساواة بين الرجل والمرأة في الإرث ، هل الدعوة للمساواة ستجعلنا نتناسى ديننا ؟ 
، فنفقه المرأة هي واجبة على الرجل و ليس العكس فالإسلام أعفي المرأة من جميع الأعباء المادية و كلف بها الرجل ، فليس من حق الزوج أن يأخذ من مال زوجته بدون موافقتها او أن يطلب منها مثلاً العمل من أجل مساعدة في الأعباء المادية ، أو الإنفاق على الابناء من مالها الخاص ، كما أننا أيضاً لا نستطيع أن نطلب من الرجل المكوث في النزل و تحمل متاعب الحمل و الميلاد 
قبل أن ننساق وراء الحملات و الأفكار المستحدثة يجب أن ننظر إلى عواقب ذلك و كيف سيؤثر على حياة أبنائنا و كيف سيغير من سلوك حياتنا .
 يجب أن نعمل علي خلق جيل من الاسوياء القادرين على تحمل المسؤولية كلاً بطريقة و فطرته التي خلقه الله عليها

تعليقات

التنقل السريع